الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }

{ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } يقال لهم ذلك على الاستفهام { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } يعني في الدنيا إذ كنتم تقولون هذا سحر أي ليس بسحر { ٱصْلَوْهَا } يعني النار { فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } كقوله:سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا } [إبراهيم: 21] قال محمد (سواء) مرفوع بالإبتداء والخبر محذوف فالمعنى سواء عليكم الصبر والجزع.

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ } أي مسرورين { بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ } أي أعطاهم قال محمد { فَاكِهِينَ } نصب على الحال.

{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } قال محمد { هَنِيئَاً } منصوب وهي صفة في موضع المصدر المعنى يقال لهم كلوا واشربوا هنئتم هنيئا.

{ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ } يحيى عن صاحب له عن أبان بن أبي عياش عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل من أهل الجنة ليتنعم في تكأة واحدة سبعين عاما فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى أما لنا منك دولة بعد فيلتفت إليها فيقول من أنت فتقول أنا من اللاتي قال الله { ولدينا مزيد } [ق: 30] فيتحول إليها فيتنعم معها سبعين عاما في تكأة واحدة فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى فتقول أما لنا منك دولة بعد فيلتفت إليها فيقول من أنت فتقول أنا من اللاتي قال الله: { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] فيتحول إليها فيتنعم معها في تكأة واحدة سبعين عاما فهم كذلك يدورون ".

{ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } الحور البيض في تفسير قتادة والعامة والعين عظام العيون.