الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } * { وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } * { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } * { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } * { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ }

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي فأعرض عنهم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } في الحجة فقد أقمتها عليهم { وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إنما يقبل التذكرة المؤمنون { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } أي ليقروا لي بالعبودية في تفسير ابن عباس.

قال يحيى كقوله:وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [الزخرف: 87] و { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ } أي يرزقوا أنفسهم { وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } أي يطعموا أحدا { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } الذي لا تضعف قوته { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ } يعني من مضى قبلهم من المشركين تفسير سعيد بن جبير الذنوب السجل قال يحيى والسجل الدلو.

يحيى عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن غربا من جهنم وضع بالأرض لآذى حره ما بين المشرق والمغرب قال تمام والغرب الدلو العظيم.

قال محمد الذنوب في اللغة الحظ والنصيب وأصله الدلو العظيمة وكانوا يستقون فيكون لكل واحد ذنوب فجعل الذنوب مكان الحظ والنصيب قال أبو ذؤيب:
لعمرك والمنايا غالبات   لكل بني أب منها ذنوب
قوله { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي فلا يستعجلون بالعذاب لما كانوا يستعجلون به من العذاب استهزاء وتكذيبا { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } في النار { مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } في الدنيا.