الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } * { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } * { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } * { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } * { وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } * { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } * { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } * { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } * { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } * { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }

قوله { وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } وهي الرياح ذروها جريها { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } السحاب { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } السفن تجري بتيسير الله { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } الملائكة.

قال محمد يقال ذرت الريح تذرو ذروا إذا فرقت التراب وغيره فهي ذارية وفيه لغة أخرى أذرت فهي مذرية ومذريات للجماعة.

ومعنى { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } أن السحاب تحمل الوقر من الماء ورأيت في تفسير ابن عباس أن معنى { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } أن الله قسم للملائكة الفعل.

قال يحيى أقسم بهذا كله { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } لصدق يعني يوم البعث { وَإِنَّ ٱلدِّينَ } الحساب { لَوَٱقِعٌ } لكائن.

{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } تفسير ابن عباس يعني استواءها وتفسير غيره مثل حبك الماء إذا هاجت الريح ومثل حبك الزرع إذا أصابته الريح.

قال محمد الحبك عند أهل اللغة الطرائق الإناء القائم إذا ضربته الريح فصارت فيه طرائق له حبك وكذلك الرمل إذا هبت عليه الريح فرأيت فيه الطرائق فذلك حبكه واحدها حباك مثل مثال ومثل ويكون واحدها أيضا حبيكة مثل طريقة وطرق.

{ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } أي لفي اختلاف من البعث { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } يصد عنه من صد عن الإيمان به { قُتِلَ } أي لعن { ٱلْخَرَّاصُونَ } الذين يكذبون بالبعث وذلك منهم تخرص { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } أي في غفلة وقيل في حيرة { سَاهُونَ } أي لاهون لا يحقونه قال محمد تقول تخرص على فلان الباطل إذا كذب ويجوز أن يكون الخراصون الذين يتظنون الشيء لا يحقونه فيعملون بما لا يدرون صحته.

{ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } أي متى يوم الدين وذلك منهم استهزاء وتكذيب أي لا يكون قال الله { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } يحرقون بها قال محمد يوم منصوب بمعنى يقع الجزاء { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ }.

{ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } حريقكم { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في الدنيا لما كانوا يستعجلون بالعذاب في الدنيا استهزاء وتكذيبا قال محمد يقال للحجارة السود التي يحرق بها قد احترقت بالنار الفتين.