الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } * { بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } * { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } * { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } * { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } * { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } * { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } * { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } * { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ }

قوله { قۤ } تفسير بعضهم هو جبل محيط بالدنيا قال محمد وروي عن ابن عباس أنه قال هو جبل أخضر من زمرد خضرة السماء منه وذكر قطرب أن قراءة الحسن { قۤ } بالجزم.

قال يحيى وبعضهم يجر قاف والقرآن المجيد يجعله على القسم ومعنى المجيد الكريم على الله ومن جزم جعل القسم من (والقرآن المجيد).

قال الحسن وقع القسم على تعجب المشركين مما جاء به محمد.

قوله { بَلْ عَجِبُوۤاْ } أي لقد عجبوا يعني المشركين { أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم منهم في النسب ينذر من عذاب الله { فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } أي عجب { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } على الاستفهام { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } ينكرون البعث أي إنه ليس بكائن قال الله { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ } ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا تأكل كل شيء إلا عجب الذنب { وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } تفسير بعضهم يقول هو اللوح المحفوظ { فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } ملتبس يعني في شك من البعث.

{ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا } يعني بالكواكب { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } من شقوق.

{ وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } الرواسي الجبال أثبت بها الأرض { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } حسن وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج { تَبْصِرَةً } أي يتفكر فيه المؤمن فيعلم أن الذي خلق هذا قادر على أن يحيي الموتى وأن ما وعد الله من الآخرة حق قال محمد تبصرة منصوب بمعنى فصلنا ذلك للتبصرة وليدل على القدرة.

{ وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } مقبل إلى الله بإخلاص له { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } وهو كل ما يحصد في تفسير الحسن قال محمد حب الحصيد المعنى الحب الحصيد فأضاف الحب إلى الحصيد كما يقال صلاة الأولى يراد الصلاة الأولى ومسجد الجامع يراد المسجد الجامع.

قوله { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } يعني طوالا قال محمد يقال بسق الشيء بسوقا إذا طال.

{ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } أي منضود بعضه فوق بعض { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } أي أنبتناه رزقا للعباد { وَأَحْيَيْنَا بِهِ } بالمطر { بَلْدَةً مَّيْتاً } يابسة ليس فيها نبات فأنبتت { كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } البعث يرسل الله مطرا منيا كمني الرجال ينبت به جسمانهم ولحمانهم كما ينبت الأرض الثرى.