الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } * { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }

وقوله { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } يعني قبل مشركي العرب { مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } يعني قوة { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } أي جولوا في قراءة من قرأها بالتثقيل يقول جولوا في البلاد حين جاءهم العذاب ومن قرأها بالتخفيف يقول فجالوا في البلاد { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } هل من ملجأ يلجئون إليه من عذاب الله فلم يجدوا ملجأ حتى هلكوا.

قال محمد نقبوا في البلاد أي طافوا وفتشوا وهو الذي أراد يحيى ومثله قول امرئ القيس:
وقد نقبت في الآفاق حتى   رضيت من الغنيمة بالإياب
قوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } وهو المؤمن { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } تفسير مجاهد أو ألقى السمع والقلب شهيد.

قال محمد المعنى استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساه وهذا ما أراد مجاهد.

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } واليوم منها ألف سنة { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } من إعياء وذلك أن اليهود أعداء الله قالت لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض أعيى فاستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى استراح فأنزل الله { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ... } الآية ليس كما قالت اليهود.

قال محمد الأجود في القراءة لغوب بضم اللام يقال منه لغب - بفتح الغين - لغبا ولغوبا وفيه لغة أخرى لغب بكسر الغين واللغوب الإعياء.