الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } * { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } * { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ } قال الكلبي هؤلاء منافقو أهل الكتاب كانوا إذا دخلوا على رسول الله قالوا آمنا وقد دخلوا حين دخلوا على النبي كفارا وخرجوا من عنده وهم كفار ولم ينتفعوا بما سمعوا منه بشيء وهم من اليهود.

قال { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } كانوا يكتمون دين اليهودية { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ } يعني اليهود { يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ } يعني المعصية والظلم { وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ } قال الحسن هو أخذ الرشوة على الحكم { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يعني حكامهم { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } إلى قوله { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } أي حين يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت وبئس ما صنع الربانيون والأحبار حين لم ينهوهم عن ذلك.

{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ } قال الكلبي كانوا من أخصب الناس وأكثرهم خيرا فلما عصوا الله وبدلوا نعمة الله كفرا كف الله عنهم بعض الذي كان بسط لهم فعند ذلك قالت اليهود كف الله يده عنا فهي مغلولة أي لا يبسطها علينا.

قال الله { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً } وهم اليهود.

قال قتادة حملهم حسد محمد والعرب على أن كفروا به وهم يجدونه مكتوبا عندهم.

{ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ } لحرب رسول الله { أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ } يعني أذلهم الله ونصره عليهم.

{ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً } أي يدعون فيها إلا خلاف دين الله وهم يعلمون ذلك.