الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } * { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } أي يحكم بها النبيون المسلمون { لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } قال قتادة الربانيون فقهاء اليهود والأحبار علماؤهم قال محمد وقيل الربانيون العباد.

{ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } في إقامة الحدود على أهلها من كانوا { وَٱخْشَوْنِ } في ترك إقامتها.

{ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } قال الحسن يقول من لم يتخذ ما أنزل الله دينا ويقر به { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ }.

{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ } يريد التوراة { أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } إلى قوله { وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ } وهذه الآية مفروضة على هذه الأمة وكل ما ذكر الله في القرآن أنه أنزله في الكتاب الأول ثم لم ينسخه بالقرآن فهو ثابت يعمل به.

{ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } قال قتادة يعني كفارة لذنبه.

يحيى عن المعلى عن أبان عن الشعبي عن رجل من الأنصار قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } قال: " هو الرجل تكسر سنه أو يجرح في جسده فيعفو فيحط عنه من خطاياه بقدر ما عفا عنه إن كان نصف الدية فنصف خطاياه وإن كان ربع الدية فربع خطاياه وإن كان ثلث ل الدية فثلث خطاياه وإن كانت الدية كلها فخطاياه كلها ".