الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } * { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } قال الحسن " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببطن نخل محاصرا غطفان وهو متقلد سيفه فجاءه رجل كانت قريش قد بعثته ليفتك برسول الله فقال يا محمد أرني سيفك ههذا أنظر إليه فقال " هاك " فأخذه فجعل ينظر إلى السيف مرة وإلى رسول الله مرة فقال أما تخافني يا محمد قال " لا " فغمد سيفه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل ".

{ وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } قال الحسن فما ضمنوا عنهم من شيء قبلوه وفعلوه.

قال محمد النقيب في اللغة هو كالأمين وكالكفيل يقال نقب الرجل على القوم ينقب قال مجاهد فأرسلهم موسى إلى الجبارين.

{ وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ } على الشرط { لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } أي نصرتموهم { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يعني الصدقة والنفقة في الحق { لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ }.

قال محمد العزر في اللغة معناه الرد فتأويل { وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } نصرتموهم بأن رددتم عنهم أعداءهم وتقول أيضا عزرت فلانا إذا أدبته ومعناه فعلت به ما يردعه عن القبيح.

قال مجاهد فلما أرسل موسى من كل سبط نقيبا إلى الجبارين وجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان منهم ثم يلقيهم إلقاء فرجع النقباء كلهم ينهى سبطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وكالوب فإنهما أمرا الأسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما.

{ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } يعني قصد الطريق { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } أي فبنقضهم ميثاقهم { لَعنَّاهُمْ } يعني باللعن المسخ فجعل منهم قردة وخنازير مسخوا في زمان داود قردة وفي زمان عيسى خنازير { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } وهو ما حرفوا من كتاب الله.

{ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أي نسوا كتاب الله وضيعوا فرائضه وعطلوا حدوده.

{ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ } يعني من آمن منهم.

قال محمد الخائنة والخيانة واحدة وقد يجوز أن تكون الخائنة صفة للرجل كما يقال رجل طاغية وراوية للحديث { فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ } وهذا منسوخ.