الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ حِينَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ ٱلصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ ٱللَّهِ إِنَّآ إِذَاً لَّمِنَ ٱلآَثِمِينَ } * { فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا ٱسْتَحَقَّآ إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱسْمَعُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ يِآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ } إلى قوله { آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ }.

قال يحيى فيها تقديم يقول يا أيها الذين آمنوا إذا حضر أحدكم الموت فأشهدوا ذوي عدل منكم.

قال محمد { شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ } رفع بالابتداء والخبر { لْوَصِيَّةِ ٱثْنَانِ } المعنى شهادة هذه الحال شهادة اثنين.

قال الحسن يعني من المسلمين من العشيرة لأن العشيرة أعلم بالرجل وبولده وماله وأجدر ألا ينسوا ما يشهدون عليه فإن لم يكن من العشيرة أحد فآخران من غير العشيرة { إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ } فإن شهدا وهما عدلان مضت شهادتهما وإن ارتيب في شهادتهما حبسا بعد صلاة العصر وفيها تقديم { تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ ٱلصَّلاَةِ } صلاة العصر إن ارتبتم قال الحسن ولو كانا من غير أهل الصلاة ما حلفا دبر الصلاة { فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ ٱللَّهِ إِنَّآ إِذَاً لَّمِنَ ٱلآَثِمِينَ }.

فتمضي شهادتهما { فَإِنْ عُثِرَ } يعني اطلع { عَلَىٰ أَنَّهُمَا ٱسْتَحَقَّآ إِثْماً } أي شهدا بزور { فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ } يعني الورثة { ٱلأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ } الآية.

قال محمد المعنى فليقم الأوليان من الذين استحق عليهم الوصية.

{ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ } أجدر { أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ } قال الحسن فأراد الله أن ينكل الشهود بعضهم ببعض.

قال يحيى ولم تكن عند الحسن منسوخة وبعضهم يقول هي منسوخة ولا يحلف الشاهدان اليوم إن كانا عدلين جازت شهادتهما وإن لم يكونا عدلين لم تجز شهادتهما قال اللهوَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ } [البقرة: 282] وقال في سورة الطلاقوَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ } [الطلاق: 2] ولم يجعل على الشاهد أن يحلف.

قوله { وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱسْمَعُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } يعني الذين يموتون على شركهم.