الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ } قال الكلبي يعني العهود التي أخذ الله على العباد فيما أحل لهم وحرم عليهم { أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلأَنْعَامِ } والأنعام الإبل والبقر والغنم { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } يقول مما حرم عليكم من الميتة والدم ولحم الخنزير وغير ذلك مما نهى عنه { غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ } من غير أن تحلوا الصيد { وَأَنْتُمْ حُرُمٌ }.

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } وكان هذا قبل أن يؤمروا بقتال المشركين كافة.

قوله { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ } يعني أصحاب القلائد وكانت القلائد أن الرجل إذا خرج من أهله حاجا أو معتمرا وليس معه هدي جعل في عنقه قلائد من شعر أو وبر فأمن بها إلى مكة وإذا ل خرج من مكة تعلق من لحاء شجر مكة فيأمن به إلى أرضه.

وقوله { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } يعني حجاج المشركين والفضل والرضوان الذي كانوا يبتغونه أن يصلح الله لهم معايشهم في الدنيا وألا يعاقبهم فيها.

قال محمد واحد { آمِّينَ } آم وهم القاصدون وشعائر الله ما جعله الله علما لطاعته واحدها شعيرة والشهر الحرام محرم يقول لا تقاتلوا فيه { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ } أي إذا خرجتم من إحرامكم وهي إباحة إن شاء صاد وإن شاء ترك { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ } لا يحملنكم بغض قوم { أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ }.

قال الكلبي يعني بالقوم أهل مكة يقول لا تعتدوا عليهم لأن صدوكم عن المسجد الحرام,

وقال الحسن كان هذا حين صدوه يوم الحديبية عن المسجد الحرام.

قال محمد { يَجْرِمَنَّكُمْ } حقيقته في اللغة يكسبنكم يقال فلان جارم أهله وجرمة أهله أي كاسبهم وتقول جرمني كذا أي كسبني كذا وفيه لغة أخرى أجرمني.

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } يعني ما ذبح لغير اسم الله.

قال محمد أصل الإهلال رفع الصوت فكأن المعنى ما ذكر عند ذبحه غير اسم الله.

{ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ } قال الحسن هي التي تختنق في حبلها فتموت وكانوا يأكلونها { وَٱلْمَوْقُوذَةُ } كانوا يضربونها بالخشبة حتى تموت ثم يأكلونها.

قال محمد الوقذة الضربة يقال وقذتها أقذها وقذا وفيه لغة أخرى أوقذتها أوقذها إيقاذا.

{ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ } التي تتردى في بئر فتموت { وَٱلنَّطِيحَةُ } يعني الكبشين يتناطحان فيموت أحدهما.

{ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } يعني ما أدركتم ذكاته من هذا كله ما خلا الخنزير { وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ } حجارة كانت يعبدها أهل الجاهلية ويذبحون لها { وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ } قال قتادة هي القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ قدحا فقال هذا يأمرني بالخروج ويأخذ قدحا آخر فيقول هذا يأمرني بالمكوث قال محمد أخذ الاستقسام من القسم وهو النصيب فكأن الاستقسام طلب النصيب.

السابقالتالي
2