الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } تفسير مجاهد لا يهزأ قوم بقوم ورجال من رجال { عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي لا يطعن بعضكم على بعض { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } تفسير الحسن يقول الرجل للرجل قد كان يهوديا أو نصرانيا فأسلم يا يهودي يا نصراني أي يدعونه باسمه الأول ينهى الله المؤمنين عن ذلك وقال { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } بئس الاسم اليهودية والنصرانية بعد الإسلام قال محمد الألقاب والأنباز واحد المعنى لا تتداعوا بها وهو تفسير الحسن.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ } تفسير الحسن إذا ظننت بأخيك المسلم ظنا حسنا فأنت مأجور وإذا ظننت به ظنا سيئا فأنت آثم { وَلاَ تَجَسَّسُواْ } لا يتبع الرجل عورة أخيه المسلم.

يحيى عن النضر بن بلال عن ابان بن أبي عياش عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فنادى بصوت أسمع العواتق في الخدور يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ألا لا تؤذوا المؤمنين ولا تعيبوهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته فضحه في بيته.

قوله { وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ } قال الكلبي: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوم اغتابوا رجلين أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا بعدما يموت فقالوا لا والله يا رسول الله ما نستطيع أكله ولا نحبه فقال رسول الله فاكرهوا الغيبة ".

يحيى عن عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكرت أخاك بما فيه فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته ".