الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

{ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } يعني متوادين { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً } يعني الصلوات الخمس { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً } بالصلاة والصوم والدين كله { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ } قال بعضهم سيماهم في الآخرين يقومون غرا محجلين من أثر الوضوء { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ } أي نعتهم { وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ } أي ونعتهم في الإنجيل { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } النعت الأول في التوراة والنعت الآخر في الإنجيل و شطأه فراخه { فَآزَرَهُ } فشده { فَٱسْتَغْلَظَ } أي فاشتد { فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ } أي أصوله قال محمد يقال قد أشطأ الزرع فهو مشطئ إذا أفرخ ومعنى آزره أعانه وقواه و السوق جمع ساق.

{ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ } أي يخرجون فيكونون قليلا كالزرع حين يخرج ضعيفا فيكثرون ويقوون فشبههم بالزرع يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار يقول إنما يفعل ذلك بهم ليغيظ بهم الكفار { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } يعني الجنة.