الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } * { هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }

{ وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } قال الكلبي كان هذا يوم الحديبية فإن المشركين من أهل مكة كانوا قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شيء من رمي نبل وحجارة بين الفريقين ثم هزم الله المشركين وهم ببطن مكة فهزموا حتى دخلوا مكة ثم كف الله بعضهم عن بعض.

{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت فنحر ونحر أصحابه الهدي بالحديبية وهو قوله { وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً } أي محبوسا { أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ }.

قال محمد يقال عكفته عن كذا إذا حبسته ومنه العاكف في المسجد إنما هو الذي يحبس نفسه فيه والمحل المنحر ونصب والهدي على معنى صدوكم وصدوا الهدي معكوفا.

{ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } بمكة يدينون بالتقية { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ } فتقتلوهم { فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ } إثم { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي فتقتلوهم بغير علم { لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ } يعني الإسلام { مَن يَشَآءُ } فيسلموا وقد فعل الله ذلك.

قال الله { لَوْ تَزَيَّلُواْ } أي زال المسلمون من المشركين والمشركون من المسلمين فصار المشركون محضا { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } أي لسلطناكم عليهم فقتلتموهم.

{ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ } هم المشركون صدوا نبي الله يوم الحديبية عن المسجد الحرام وحبس الهدي أن يبلغ محله وإنما حملهم على ذلك حمية الجاهية والتماسك بها { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } لا إله إلا الله { وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } في الدنيا وعليها وقع الثواب في الآخرة.