الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } * { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } * { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } * { وَلَوْ قَـٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً }

{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } قال جابر بن عبد الله: " كانت سمرة بايعناه تحتها وكنا أربع عشرة مائة يريد ألفا وأربعمائة وعمر آخذ بيده فبايعناه كلنا غير جد بن قيس اختبأ تحت إبط بعيره قال جابر ولم نبايع عند شجرة إلا الشجرة التي بالحديبية ".

قال { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } أنهم صادقون { فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ } تفسير الحسن السكينة الوقار { وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } خيبر { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } يأخذها المؤمنون إلى يوم القيامة { وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا } [أي ما يفتتح على المسلمين إلى يوم القيامة].

{ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ } وهم أسد وغطفان كانوا خيبر وكان ل الله قد وعد نبيه خيبر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوجهوا راياتهم إذا هموا إلى غطفان وأسد ذلك فألقى الله في قلوبهم الرعب فهربوا من تحت ليلتهم فهو قوله { وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ... } إلى آخر الآية هذا تفسير الكلبي.

قوله { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا } بعد { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا } يقول أعلم أنكم ستظفرون بها وتفتحونها يعني كل غنيمة يغنمها المسلمون إلى يوم القيامة { وَلَوْ قَـٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ } في تلك الحال { لَوَلَّوُاْ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً } يمنعهم من ذلك القتل الذي يقتلهم المؤمنون { وَلاَ نَصِيراً } ينتصر لهم { سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ } أي بقتل من أظهر الشرك إذ أمر النبي بالقتال قال محمد { سُنَّةَ ٱللَّهِ } منصوب بمعنى سن الله سنة.