الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } * { سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } * { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } * { وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } من بايع رسول الله فإنما يبايع الله وهذا يوم الحديبية وهي بيعة الرضوان بايعوه على ألا يفروا { يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } تفسير السدي يقول فعل الله بهم الخير أفضل من فعلهم في أمر البيعة.

يحيى عن ابن لهيعة ل يوم بيعة رسول الله تحت الشجرة أن رسول الله بعث عثمان بن عفان إلى قريش بمكة يدعوهم إلى الإسلام فلما راث عليه أي أبطأ عليه ظن رسول الله أن عثمان قد غدر به فقتل فقال لأصحابه إني لا أظن عثمان إلا قد غدر به فإن فعلوا فقد نقضوا العهد فبايعوني على الصبر وألا تفروا قوله { فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } أي فمن نكث يعني يرجع محمد فإنما ينكث على نفسه { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } يعني الجنة.

{ سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ } يعني المنافقين المتخلفين عن الجهاد في تفسير الحسن { شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } خفنا عليهم الضيعة فذلك الذي منعنا أن نكون معك في الجهاد.

{ فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } أي يعتذرون بالباطل { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً } أن يهلككم بنفاقكم فيدخلكم النار { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } أن يرحمكم بإيمان يمن به عليكم وقد أخبر نبيه بعد هذه الآية أنه لا يتوب عليهم في قوله:لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } [المنافقون: 6].

{ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً } كان المنافقون يقولون لن يرجع محمد إلى المدينة أبدا { وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } يعني فاسدين قال محمد البور في بعض اللغات الفاسد يقال أصبحت أعمالهم بورا أي مبطلة وأصبحت ديارهم بورا أي معطلة خرابا.