الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } * { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } * { وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }

{ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ }.

يحيى عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى حي فأصابوهم فصعد رجل منهم شجرة ملتفة أغصانها قال الذي حضر قطعناها فلا شيء ورميناها فلا شيء قال فجاءوا بنار فأضرمت فيها فخر الرجل ميتا فبلغ ذلك رسول الله فتغير وجهه تغيرا شديدا ثم قال: " إني لم أبعث لأعذب بعذاب الله ولكن بعثت بضرب الأعناق والوثاق ".

قوله { حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ } وهذا في الأسرى { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } لم يكن لهم حين نزلت هذه الآية إذا أخذوا أسيرا إلا أن يقادوه أو يمنون عليه فيرسلوه وهي منسوخة نسختهافَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } [الأنفال: 57] الآية فإن شاء الإمام قتل الأسير وإن شاء جعله غنيمة وإن شاء فاداه وأما المن بغير فداء فليس ذلك له.

قال محمد قوله { أَثْخَنتُمُوهُمْ } يعني أكثرتم فيهم القتل كقوله:مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا } [الأنفال: 67] أي يبالغ في القتل.

وقوله: { فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ } منصوب على الأمر أي فاضربوا الرقاب وقوله { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } يعني منوا منا وافدوا فداء { حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } تفسير مجاهد حتى لا يكون دين إلا الإسلام.

قال يحيى وفيها تقديم يقول فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى تضع الحرب أوزارها.

قال محمد المعنى حتى يضع أهل الحرب السلام وهو الذي ذهب إليه مجاهد وأصل الوزر ما حملته فسمي السلاح أوزارا لأنه يحمل قال الأعشى:
وأعددت للحرب أوزارها   رماحا طوالا وخيلا ذكورا
يحيى عن ابن لهيعة عن أبي الزبير قال: " سألت جابر بن عبد الله قلت إذا كان علي إمام جائر فلقيت معه أهل ضلالة أأقاتل أم لا ليس بي حبه ولا مظاهرته قال قاتل أهل الضلالة أينما وجدتهم وعلى الإمام ما حمل وعليك ما حملت ".

يحيى عن عمار الدهني عن جسر المصيصي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على ثلاث الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه إلى آخر فئة من المسلمين تكون هي التي تقاتل الدجال لا ينقضه جور من جار والكف عن أهل لا إله إلا الله أن تكفروهم بذنب والمقادير خيرها وشرها من الله ".

{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ } بغير قتال { وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ } يبتلي { بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ }.

{ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } لن يحبطها الله فإن أحسنوا غفر لهم { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } حالهم { وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } تفسير مجاهد يعرفون منازلهم في الجنة ويهتدون إليها.