الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } * { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } صفة الجنة { فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } أي متغير قال محمد يقال أسن الماء يأسن أسونا وأسنا.

{ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } أي لم يخرج من ضلوع المواشي فيتغير { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } قال محمد قوله { لَّذَّةٍ } أي لذيذة يقال شراب لذ إذا كان طيبا.

{ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } لم يخرج من بطون النحل { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ... } إلى قوله { فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } وهذا على الإستفهام يقول أهؤلاء المتقون الذين وعدوا الجنة فيها ما وصف { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } على ما وصف أي ليسوا بسواء.

{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } يعني المنافقين { حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً } كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون حديثه من غير حسبة ولا يفقهون حديثه فإذا خرجوا من عنده قالوا لعبد الله بن مسعود ماذا قال محمد آنفا لم يفقهوا ما قال النبي قال محمد { آنِفاً } معناه الساعة.

قال الله للنبي { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }.

{ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى } كلما جاءهم من الله شيء صدقوه فزادهم ذلك هدى { وَآتَاهُمْ } أعطاهم { تَقْوَاهُمْ } جعلهم متقين.