الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

{ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ } يعني هودا أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ } وكانت منازلهم قال محمد الأحقاف في اللغة واحدها حقف وهو من الرمل ما أشرف من كثبانه واستطال وقد قيل إن الأحقاف ها هنا جبل بالشام.

{ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } وهو بدء كلام مستقبل يخبر الله أن النذر قد مضت من بين يدي هود أي من قبله { وَمِنْ خَلْفِهِ } أي ومن بعده يدعون إلى ما دعا إليه هود { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } { إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } رجع إلى قصتهم ل أي قد فعلت { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } كان يعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا { قَالَ } لهم { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ } علم متى يأتيكم العذاب.

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ } رأوا العذاب { عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } حسبوه سحابا وكان قد أبطأ عنهم المطر قال الله { بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } لما كانوا يستعجلون به هودا من العذاب استهزاء وتكذيبا { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع.

قوله تعالى { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } أي تدمر كل شيء أمرت به وهي ريح الدبور { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } يقوله للنبي أي لا تبصر إلا مساكنهم { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي فيما لم نمكنكم فيه كقوله:كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } [التوبة: 69].

{ وَحَاقَ بِهم } نزل بهم { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } نزل بهم عقوبة استهزائهم يعني ما عذبهم به.