{ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ } يعني هودا أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ } وكانت منازلهم قال محمد الأحقاف في اللغة واحدها حقف وهو من الرمل ما أشرف من كثبانه واستطال وقد قيل إن الأحقاف ها هنا جبل بالشام. { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } وهو بدء كلام مستقبل يخبر الله أن النذر قد مضت من بين يدي هود أي من قبله { وَمِنْ خَلْفِهِ } أي ومن بعده يدعون إلى ما دعا إليه هود { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } { إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } رجع إلى قصتهم ل أي قد فعلت { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } كان يعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا { قَالَ } لهم { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ } علم متى يأتيكم العذاب. { فَلَمَّا رَأَوْهُ } رأوا العذاب { عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } حسبوه سحابا وكان قد أبطأ عنهم المطر قال الله { بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } لما كانوا يستعجلون به هودا من العذاب استهزاء وتكذيبا { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع. قوله تعالى { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } أي تدمر كل شيء أمرت به وهي ريح الدبور { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } يقوله للنبي أي لا تبصر إلا مساكنهم { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي فيما لم نمكنكم فيه كقوله:{ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } [التوبة: 69]. { وَحَاقَ بِهم } نزل بهم { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } نزل بهم عقوبة استهزائهم يعني ما عذبهم به.