الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } هو المشرك اتخذ هواه إلها فعبد الأوثان من دون الله قوله: { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ } فلا يسمع الهدى من الله يعني سمع قبول { وَقَلْبِهِ } أي وختم على قلبه فلا يفقه الهدى.

{ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } فلا يبصر الهدى { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } أي لا أحد { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } قال محمد غشاوة غطاء ومنه غاشية السرج وأنشد بعضهم:
صحبتك إذ عيني عليها غشاوة   فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
ويقال غشاوة برفع الغين وغشوة بفتحها بغير ألف وقد قرىء بهما.

وقوله: { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي نموت ونولد قال محمد المعنى يموت قوم ويحيا قوم وهو الذي أراد يحيى.

{ وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } الزمان أي هكذا كان من قبلنا وكذلك نحن قوله { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } بأنهم لا يبعثون { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } إن ذلك منهم إلا ظن قال محمد إن بمعنى ما أي ما هم إلا يظنون.