الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }

{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } يعني القضاء { مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي ميقات بعثهم { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى } ولي عن ولي { شَيْئاً } أي لا يحمل من ذنوبهم شيئا { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون من العذاب { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } قال الحسن يعني من المؤمنين يشفع بعضهم لبعض فينفعهم ذلك عند الله.

{ إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } المشرك { كَٱلْمُهْلِ } المهل ما كان ذائبا من الفضة والنحاس وما أشبه ذلك قال محمد وقيل المهل عكر الزيت الشديد السواد.

{ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ * كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } يعني الماء الشديد الحر خذوه فاعتلوه قال الحسن يعني فجروه { إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } وسط الجحيم قال محمد العتل في اللغة أن يمضي به بعنف وشدة يقال منه عتل يعتل وفيه لغة أخرى يعتل.

{ ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } كقوله:يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } [الحج: 19-21] يقمع بالمقمعة فتخرق رأسه فيصب على رأسه الحميم فيدخل في فيه حتى يصل إلى جوفه.

{ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } يعني المنيع الكريم عند نفسك إذ كنت في الدنيا ولست كذلك قال بعضهم نزلت في أبي جهل كان يقول أنا أعز قريش وأكرمها { إِنَّ هَـٰذَا } يعني العذاب { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكون في الدنيا أنه كائن.