الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } * { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } * { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } * { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } * { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } * { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ } * { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } * { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }

قوله { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ } أي اختبرنا قبلهم { قَوْمَ فِرْعَوْنَ } بالدين كقوله:وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } [المؤمنون: 30] لمختبرين بالدين.

{ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } على الله يعني موسى { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } أرسلوا معي بني إسرائيل في تفسير مجاهد { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } على ما أتاني من الله لا أزيد فيه شيئا ولا أنقص منه شيئاً.

{ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } أي لا تستكبروا عن عبادة الله { إِنِّيۤ آتِيكُمْ } أي قد أتيتكم { بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } بحجة بينة { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } يعني القتل بالحجارة { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي } تصدقوني { فَٱعْتَزِلُونِ } حتى يحكم الله بيني وبينكم.

قال محمد قيل المعنى فإن لم تؤمنوا لي فلا تكونوا علي ولا معي { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } مشركون.

قال محمد من قرأ إن بالكسر فعلى معنى قال إن هؤلاء ويجوز الفتح بمعنى بأن هؤلاء.

{ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } أي يتبعكم فرعون وجنوده { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } قال مجاهد يعني ساكنا بعد أن ضربه موسى بعصاه.

{ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } أي منزل حسن { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ } أي مسرورين قال الله { كَذَلِكَ } أي هكذا كان الخبر { وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } يعني بني إسرائيل { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ }.

يحيى عن حماد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال للمؤمن بابان في السماء أحدهما يصعد منه عمله والآخر ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه قال أبان العطار بلغني أنهما يبكيان عليه أربعين صباحا { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } من العذاب يعني الغرق.