الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } * { يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } * { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } * { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ }

{ فَٱرْتَقِبْ } أي فانتظر { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } بين { يَغْشَى ٱلنَّاسَ } تفسير مجاهد يعني الجدب وإمساك المطر عن كفار قريش يقولون { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ }.

قال الله { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ } أي كيف لهم الذكرى يعني الإيمان بعد وقوع هذا البلاء { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } يعلمه عبد لنبي الحضرمي وكان كاهنا في تفسير الحسن وقال بعضهم عداس غلام عتبة بن ربيعة كان يقرأ الكتب قال الله { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً }.

{ يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } قال محمد { يَوْمَ نَبْطِشُ } منصوب بمعنى واذكر يوم نبطش ويقال يبطش بالرفع أيضا مثل عكف يعكف ويعكف ومثل هذا كثير يحيى عن المعلى عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه قيل له ها هنا رجل يزعم أنه يأتي دخان قبل يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام وكان متكئا فغضب فجلس فقال يا أيها الناس من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول العبد لما لا يعلم الله أعلم وقد قال الله لنبيه:قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } [ص: 86] وسأخبركم عن الدخان إن قريشا لما أبطئوا عن الإسلام دعا عليهم رسول الله فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابهم الجوع حتى أكلوا الميتة والعظام حتى كان أحدهم يرى ما بينه وبين السماء دخانا من الجهد فذلك قوله { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } إلى قوله { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } فسألوا أن يكشف عنهم العذاب فيؤمنوا قال الله أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين إلى قوله منتقمون فكشف عنهم فعادوا في كفرهم فأخذهم يوم بدر فهو قوله { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } فكان عبد الله بن مسعود يقول قد مضت البطشة والدخان واللزام والروم والقمر.

قال محمد قيل للجوع دخان ليبس الأرض في سنة الجدب وانقطاع النبات وارتفاع الغبار فشبه ما يرتفع منه بالدخان ومن كلامهم جوع أغبر وسنة غبراء لسنة المجاعة.