الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } * { يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } * { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ }

{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } استثنى من الأخلاء المتقين فقال إلا المتقين منهم فإنهم ليسوا بأعداء بعضهم لبعض { يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } يقوله يوم القيامة قال محمد { يٰعِبَادِ } بإثبات الياء وحذفها وقد تقدم القول في مثل هذا.

{ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ } يعني وحلائلكم { تُحْبَرُونَ } تكرمون.

قال محمد الحبرة في كلام العرب المبالغة في الإكرام والحبرة أيضا المبالغة فيما وصف بالجمال.

{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ } يطوف على أدناهم منزلة سبعون ألف غلام بسبعين ألف صحفة من ذهب يغدى عليه بها في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها يأكل من آخرها كما يأكل من أولها ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها لا يشبه بعضه بعضا ويراح عليه بمثلها ويطوف على أرفعهم منزلة كل يوم سبعمائة ألف غلام مع كل غلام سبعمائة ألف صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها يأكل من آخرها كما يأكل من أولها ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها ولا يشبه بعضه بعضا قال { وَأَكْوَابٍ } أي ويطاف عليهم بأكواب قال قتادة الكوب المدور القصير العنق القصير العروة والإبريق الطويل العنق الطويل العروة { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ } ما خطر على بالهم من شيء أتاهم من غير أن يدعوا به وإن أحدهم ليكون في فمه الطعام فيخطر على باله طعام غيره فيتحول ذلك الطعام في فيه.

قال محمد تقرأ تشتهي و تشتهيه بإثبات الهاء وأكثر المصاحف بغير هاء وفي بعضها الهاء ذكره الزجاج.

{ وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } التي وصف { أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } على قدر أعمالهم ورث الله المؤمنين منازل الكفار التي أعدت لهم لو آمنوا مع منازلهم وهي مثل التي في المؤمنين { أولئك هم الوارثون }.

{ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ } يحيى عن عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده إن أهل الجنة ليتناولون من قطوفها وهم متكئون على فرشهم فما تصل إلى في أحدهم حتى يبدل الله مكانها أخرى ".