الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } رجع إلى ذكر عيسى قال قتادة يعني نزول عيسى { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } لا تشكن فيها قال محمد قوله { لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } في قراءة من قرأ بكسر العين المعنى نزوله يعلم به قرب الساعة قوله { وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } وهو الإسلام { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } يعني من تبديلهم التوراة وكان من البينات إحياؤه الموتى بإذن الله وإبراؤه الأكمه والأبرص وما كان يخبرهم به مما كانوا يأكلون ويدخرون في بيوتهم ومن البينات التي جاء بها أيضا الإنجيل فيه ما أمروا به ونهوا عنه قال { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } يقوله عيسى لهم { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } يعني الإسلام { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } يعني النصارى.

قال قتادة ذكر لنا أنه لما رفع عيسى انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم فقالوا للأول ما تقول في عيسى قال هو الله هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأحيا ما أحيا ثم صعد إلى السماء فتابعه على ذلك أناس ل فكانت اليعقوبية من النصارى فقال الثلاثة الآخرون نشهد أنك كاذب فقالوا للثاني ما تقول في عيسى فقالي هو ابن الله فتابعه على ذلك أناس فكانت النسطورية من النصارى فقال الإثنان الآخران نشهد إنك كاذب فقالوا للثالث ما تقول في عيسى فقال هو إله وأمه إله والله إله فتابعه على ذلك أناس من الناس فكانت الإسرائيلية من النصارى فقال الرابع أشهد أنك كاذب ولكنه عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه.

فاختصم القوم فقال المسلم أنشدكم الله هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام وأن الله لا يطعم الطعام قالوا اللهم نعم قال هل تعلمون أن عيسى كان ينام وأن الله لا ينام قالوا اللهم نعم فخصمهم المسلم فاقتتل القوم فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلم قال الله { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ... } أشركوا.