الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } * { وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ }

{ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } أي يضحكون في قراءة من قرأها بكسر الصاد ومن قرأها برفعها { يَصِدُّونَ } فهو من الصدود أي يفرون.

تفسير الكلبي لما نزلت:إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [الأنبياء: 98] قام رسول الله مقابل باب الكعبة ثم اقترأ هذه الآية فوجد منها أهل مكة وجدا شديدا فدخل عليهم ابن الزبعري الشاعر وقريش يخوضون في ذكر هذه الآية فقال أمحمد تكلم بهذه قالوا نعم قال والله إن اعترف لي بهذا لأخصمنه فلقيه فقال يا محمد أرأيت الآية التي قرأت آنفا أفينا وفي آلهتنا نزلت خاصة أم في الأمم وآلهتهم قال لا بل فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم فقالي خصمتك ورب الكعبة أليس تثني على عيسى ومريم والملائكة خيرا وقد علمت أن النصارى تعبد عيسى وأمه وأن طائفة من الناس يعبدون الملائكة أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار فسكت رسول الله وضحكت قريش وضجوا { وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } يعنون عيسى قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } وأنزل في عيسى وأمه والملائكةإِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء: 101] وقد مضى تفسير هذا قال محمد قوله { إِلاَّ جَدَلاً } أي طلبا للمجادلة يقال جدل الرجل جدلا فهو صاحب جدل.

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } بالنبوة يعني عيسى { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً } يعني عبرة { لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } تفسير مجاهد جعله الله عبرة لهم بما كان يصنع من تلك الآيات مما يبرىء الأكمه والأبرص ومما علمه الله.

{ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } أي يعمرون الأرض بدلا منكم.