الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } * { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } * { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ }

{ وَلِبُيُوتِهِمْ } أي لجعلنا لبيوتهم { أَبْوَاباً } من فضة { وَسُرُراً } من فضة { عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً } والزخرف الذهب { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يستمتع به ثم يذهب { وَٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } قال محمد واحد المعارج معرج ويقال ظهرت على البيت إذا علوت سطحه.

{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ } أي ومن يعم عن ذكر { ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي المشرك قال محمد قراءة يحيى { يغش } بفتح الشين ومن قرأ { يَعْشُ } بضم الشين فالمعنى ومن يعرض عن ذكر الرحمن هذا قول الزجاج قال ابن قتيبة المعني يظلم بصره كقوله:ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } [الكهف: 101] قال والعرب تقول عشوت إلى النار إذا استدللت إليها ببصر ضعيف وأنشد للحطيئة:
متى تأته تفشو إلى ضوء ناره   تجد خير نار عندها خير موقد
قوله { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } سبيل الهدى { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } يعني هو وقرينه شيطانه { قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ }.

يحيى عن أبي الأشهب عن أبي مسعود الجريري قال إن الكافر إذا خرج من قبره وجد عند رأسه شيطانه فيأخذ بيده فيقول أنا قرينك حتى أدخل أنا وأنت جهنم قال محمد عند ذلك يقول يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين قال محمد قيل معنى المشرقين ها هنا المشرق والمغرب كما قالوا سنة العمرين يراد أبو بكر وعمر ومثل هذا من الشعر:
لنا قمراها والنجوم الطوالع   
يريد الشمس والقمر.

قوله { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ } إذ أشركتم { أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } يقرن هو وشيطانه في سلسلة واحدة يتبرأ كل واحد منهما من صاحبه ويلعن كل واحد منهما صاحبه.

قال محمد ذكر محمد بن يزيد المبرد أن معنى هذه الآية أنهم منعوا روح التأسي لأن التأسي يسهل المصيبة فأعلموا أنه لا ينفعهم الاشتراك في العذاب وأنشد للخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي   على إخوانهم لقتلت نفسي
فما يبكون مثل أخي   ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي