الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } * { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } * { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }

{ وَجَعَلُواْ لَهُ } يعني المشركين { مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } قال مجاهد يعني الملائكة حيث جعلوهم بنات الله { إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } يعني الكافر { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } على الاستفهام { وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } أي لم يفعل { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً } أي بالأنثى لما كانوا يقولون ان الملائكة بنات الله فألحقوا البنات به فيقتلون بناتهم { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } أي مغيرا { وَهُوَ كَظِيمٌ } يعني كظم على الغيظ والحزن أي رضوا لله ما كرهوا لأنفسهم قال محمد الكظم أصله في اللغة الحبس.

{ أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ } وهذا تبع للكلام الأول { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } يقول أنتخذ من ينشأ في الحلى يعني النساء بنات { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ } الخصومة.

{ غَيْرُ مُبِينٍ } أي لا تبين عن نفسها من ضعفها { وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } اي لم يفعل { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ } قال السدي يعني وصفوا قال محمد الجعل ها هنا في معنى القول والحكم تقول جعلت فلانا أعلم الناس أي قد وصفته بذلك وحكمت به.

{ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } كقوله:وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } [الأنبياء: 19] وقرأ ابن عباس { ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } كقوله سبحانهبَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [الأنبياء: 26] { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } أي أنهم لم يشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون عنها يوم القيامة { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ } أي لو كره الله هذا الدين الذي نحن عليه لحولنا عنه إلى غيره ولكن الله لم يكرهه قال الله { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } بأني أمرت أن يعبدوا غيري إنما قالوا ذلك على الشك والظن.