الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

{ وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ } يعني أهل الكتاب { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } أي حسدا فيما بينهم أرادوا الدنيا ورخاءها فغيروا كتابهم فأحلوا فيه ما شاءوا وحرموا ما شاءوا فترأسوا على الناس يستأكلونهم فاتبعوهم على ذلك.

قال محمد قوله { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } المعنى إلا عن علم بأن الفرقة ضلالة ولكنهم فعلوا ذلك بغيا أي للبغي.

{ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } يعني القيامة أخروا إليها { لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } في الدنيا فأدخل المؤمنين الجنة وأدخل الكافرين النار { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ } يعني اليهود والنصارى من بعد اوائلهم { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من القرآن { مُرِيبٍ } من الريبة { فَلِذَلِكَ } لما شكوا فيه وارتابوا من الإسلام والقرآن { فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } على الإسلام.

{ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي لا نظلم منكم أحدا { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } تفسير مجاهد لا خصومة بيننا وبينكم في الدنيا { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } يوم القيامة { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } المرجع نجتمع عنده فيجزينا ويجزيكم.