الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } * { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }

{ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ } يعني ما قال لهم قومهم من الأذى كانوا يقولون للرسول إنك مجنون وإنك ساحر وإنك كاذب { إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } لمن آمن { وَذُو عِقَابٍ } لمن لم يؤمن.

{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ } هلا { فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } أي بينت { ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } أي بالعجمية والعربية على مقرإ من قرأها بغير استفهام ومن قرأها على الاستفهام مدها { ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } أي لقالوا كتاب أعجمي ونبي عربي يحتجون بذلك أي كيف يكون هذا؟!.

قال محمد من قرأها بلا مد فالمعنى جعل بعضه بيانا للعجم وبعضه بيانا للعرب.

قال الله { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ } لصدورهم يشفيهم مما كانوا فيه من الشك والشرك { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } اي صمم عن الإيمان { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } يزدادون عمى إلى عماهم إذ لم يؤمنوا { أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ } بالإيمان { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } تفسير بعضهم بعيد من قلوبهم.

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } التوراة { فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } عمل به قوم وكفر به قوم { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } ألا يحاسب بحساب الآخرة في الدنيا لحاسبهم في الدنيا فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وهذا تفسير الحسن { وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من العذاب { مُرِيبٍ } من الريبة.