الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } * { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }

قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً } يعني غبراء متهشمة { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } يعني انتفخت فيها تقديم ربت للنبات { واهتزت } بنباتها إذا أنبتت { إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } وهذا مثل للبعث { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا } قال الكلبي يعني يميلون إلى غير الحق.

قال محمد معنى يلحدون يجعلون الكلام على غير جهته وهو مذهب الكلبي ومن هذا اللحد لأنه الحفر في جانب القبر يقال لحد وألحد بمعنى واحد.

{ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي إن الذي يأتي آمنا خير { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } وهذا وعيد { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ } يعني القرآن.

{ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } أي منيع { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ } يعني إبليس { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } تفسير الكلبي { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } يعني من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل ولا الزبور ليس منها شيء يكذب بالقرآن ولا يبطله { وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } لا يأتيه من بعده كتاب يبطله { تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ } في أمره { حَمِيدٍ } استحمد إلى خلقه أي استوجب عليهم أن يحمدوه.