الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } * { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } * { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَٰتَلُوكُمْ فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً }

قوله { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ } التحية السلام ومعنى { بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } إذا قال الرجل السلام عليكم رد عليه السلام عليكم ورحمة الله وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله رد عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومعنى { أَوْ رُدُّوهَآ } أي ردوا عليه مثل ما يسلم وهذا إذا سلم عليك المسلم { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } قال محمد يعني محاسبا في قول بعضهم.

{ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } أي لا أحد أصدق منه { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } قال محمد { فِئَتَيْنِ } نصب على الحال المعنى أي شيء لكم في الاختلاف في أمرهم { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ } هم قوم من المنافقين كانوا بالمدينة فخرجوا منها إلى مكة ثم خرجوا من مكة إلى اليمامة تجارا فارتدوا عن الإسلام وأظهروا ما في قلوبهم من الشرك فلقيهم المسلمون فكانوا فيهم { فِئَتَيْنِ } أي فرقتين فقال بعضهم قد حلت دماؤهم هم مشركون مرتدون وقال بعضهم لم تحل دماؤهم هم قوم عرضت لهم فتنة فقال الله { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } وليس يعني أنهم في تلك الحال التي أظهروا فيها الشرك منافقون ولكنه نسبهم إلى خبثهم الذي كانوا عليه مما في قلوبهم من النفاق يقول قال بعضكم كذا وقال بعضكم كذا هلا كنتم فيهم فئه واحدة ولم تختلفوا في قتلهم.

ثم قال { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ } أي ردهم إلى الشرك بما كان في قلوبهم من الشك والنفاق { أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (*) وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً } أي في الكفر شرعا سواء { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ } أي لا توالوهم { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } فيرجعوا إلى الدار التي خرجوا منها يعني المدينة { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } وأبوا الهجرة { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } ثم استثنى قوما نهى عن قتالهم فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ } قال محمد يعني إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ومعنى اتصل انتسب.

قال يحيى وهؤلاء بنو مدلج كان بينهم وبين قريش عهد وكان بين رسول الله وقريش عهد فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش وهذا منسوخ نسخته الآيةفَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5] { أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } أي كارهة صدورهم { أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ } الآية قال محمد وتقرأ حصرة صدروهم أي ضاقت الحصر في اللغة الضيق.

قوله { فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } يعني حجة وهذا منسوخ أيضا نسخته آية القتال.