{ (*) ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي في طاعة الله { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ } الشيطان { فَقَٰتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَٰنِ } وهم المشركون { إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفاً } أخبرهم أنهم يظهرون عليهم في تفسير الحسنة { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } الآية قال الكلبي " كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة وكانوا يلقون من المشركين أذى كثيرا فقالوا يا نبي الله ألا تأذن لنا في قتال [هؤلاء القوم] فإنهم قد آذونا؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفوا أيديكم عنهم فإني لم أؤمر بقتالهم " فلما هاجر رسول الله عليه السلام و سار إلى بدر عرفوا أنه القتال كرهوا أو بعضهم ". قال الله { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ } هلا { أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } إلى الموت قال الله للنبي { قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ } أي إنكم على كل حال ميتون والقتل خير لكم ثم أخبرهم ليعزيهم ويصبرهم فقال { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } قال قتادة يعني في قصور محصنة قال الحسن ثم ذكر المنافقين خاصة فقال { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ } النصر والغنيمة { يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } نكبة من العدو { يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ } أي إنما أصابنا هذا عقوبة مذ خرجت فينا يتشاءمون به { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } النصر على الأعداء والنكبة { فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً * مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ } فظهرت بها على المشركين { فَمِنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ } من نكبة نكبوا بها يوم أحد { فَمِن نَّفْسِكَ } أي بذنوبهم وكانت عقوبة من الله بمعصيتهم رسول الله حيث اتبعوا المدبرين { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ } كفر { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تحفظ عليهم أعمالهم حتى تجزيهم بها.