الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } * { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } * { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } * { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }

{ وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ } أي اختبروا عقولهم ودينهم { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } يعني الحلم { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً } صلاحا في دينهم { فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ } أي مبادرة أن يكبروا فيأخذوها منكم { وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ } تفسير قتادة قال كان الرجل يلي مال اليتيم يكون له الحائط من النخل فيقوم على صلاحه وسقيه فيصيب من تمره وتكون له الماشية فيقوم على صلاحها ويلي علاجها ومؤنتها فيصيب من جزازها وعوارضها ورسلها يعني بالعوارض الخرفان والرسل السمن واللبن فأما رقاب المال فليس له أن يستهلكه.

يحيى عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سأل ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار عن قول الله عز وجل { وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ } فقالوا فينا والله أنزلت كان الرجل يلي مال اليتيم له النخل فيقوم له عليها فإذا طابت الثمرة كانت يده مع أيديهم مثل ما كانوا مستأجرين به غيره في القيام عليها.

يحيى عن نصر بن طريف عن عمرو بن دينار عن الحسن العرني " أن رجلا قال يا رسول الله إن في حجري يتيما أفأضربه قال " اضربه مما كنت ضاربا منه ولدك " قال أفآكل من ماله قال " بالمعروف غير متأثل من ماله مالا ولا واق مالك بماله ".

قوله { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } أي حفيظا آية { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ } الآية هذا حين بين الله فرائض المواريث نزلت آية المواريث قبل هذه الآية وهي بعدها في التأليف وكان أهل الجاهلية لا يعطون النساء من الميراث ولا الصغير شيئا وإنما كانوا يعطون من يحترف وينفع ويدفع فجعل الله لهم من ذلك { مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }.

{ وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ } الآية يعني قسمة المواريث تفسير الحسن إن كانوا يقتسمون مالا أو متاعا أعطوا منه وإن كانوا يقتسمون دورا أو رقيقا قيل لهم ارجعوا رحمكم الله فهذا قول معروف وكان الحسن يقول ليست بمنسوخة وقال سعيد بن المسيب هي منسوخة نسختها آية المواريث.

يحيى وهو قول العامة أنها منسوخة.

{ وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً } تفسير قتادة قال يقول من حضر ميتا فليأمره بالعدل والإحسان ولينهه عن الحيف والجور في وصيته وليخش على عياله ما كان خائفا على عيال من حضره الموت { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً } أي إنما يأكلون به نارا.