الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } * { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } * { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً }

{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } يعني يوم القيامة يشهد على قومه أنه قد بلغهم قال محمد المعنى فكيف تكون حالهم وهذا من الاختصار { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ } أي جحدوه { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } قال قتادة يعني لو ساخوا فيها { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } تفسير ابن عباس يعني بهذا جوارحهم { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ } قد مضى تفسيره في سورة البقرة في تفسيريَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } [البقرة: 219].

قوله { وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ } تفسير ابن عباس هو المسافر إن لم يجد الماء تيمم وصلى { وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ } قال محمد { ٱلْغَآئِطِ } الحدث وأصل { ٱلْغَآئِطِ } المكان المطمئن من الأرض فكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ففعلوا ذلك فيه فكنى عن الحديث بالغائط وقوله { وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ } فيه إضمار لا تستطيعون قرب الماء من العلة ذكره إسماعيل بن إسحاق { أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } الملامسة في قول علي وابن عباس والحسن الجماع وكان ابن مسعود يقول هو المس باليد ويرى منه الوضوء { فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } أي تعمدوا ترابا نظيفا { فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }.

يحيى عن المعلى عن أبي إسحاق الهمداني عن ناجية بن كعب عن عمار بن ياسر قال: " أجنبت وأنا في الإبل فتمعكت في الرمل كما تتمعك الدابة ثم أتيت النبي عليه السلام وقد دخل الرمل في رأسي ولحيتي فأخبرته فقال: " إنما كان يكفيك التيمم " ثم ضرب النبي عليه السلام بكفيه جميعا التراب ثم نفضهما ثم مسح بوجهه وكفيه مرة واحدة ثم قال: " كان يكفيك أن تصنع هكذا " وبه يأخذ يحيى.

يحيى عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الجريح والمجدور والمقروح إذا خشي على نفسه تيمم.

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ } يعني اليهود { يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ } أي يختارون { وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } يعني طريق الهدى.