الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } * { وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } * { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ } * { وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً } * { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

قوله { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني آدم { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء قال قتادة خلقها من ضلع من أضلاعه القصيراء وقال مجاهد من جنبه الأيسر يحيى عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها فدارها تعش بها ".

{ وَبَثَّ مِنْهُمَا } أي خلق { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها هذا تفسير من قرأها بالنصب ومن قرأها بالجر أراد الذي تسألون به والأرحام وهو قول الرجل نشدتك بالله وبالرحم { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } حفيظا { وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ } يعني إذا بلغوا { وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ } قال الحسن { ٱلْخَبِيثَ } أكل أموال اليتامى ظلما و { بِٱلطَّيِّبِ } الذي رزقكم الله يقول لا تذروا الطيب وتأكلوا الخبيث { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ } يعني مع أموالكم { إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } أي ذنبا قال محمد وفيه لغة أخرى حوبا بفتح الحاء وقد قرئ بها.

{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ } أي تعدلوا { فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ } يعني ما حل لكم من النساء قال قتادة يقول كما خفتم الجور في اليتامى وأهمكم ذلك فكذلك فخافوه في جميع النساء وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العشر فما دون ذلك فأحل الله له أربعا فقال { فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ } يقول { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } في أربع فانكح ثلاثا { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } في ثلاث فانكح اثنتين { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } في اثنتين فانكح واحدة أو ما ملكت يمينك يطأ بملك يمينه كم يشاء { نُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ } أي أجدر ألا تميلوا. { وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً } قال قتادة يعني فريضة قال محمد اختلف القول في { نِحْلَةً } فقيل المعنى نحلة من الله عز وجل للنساء إذ جعل على الرجل الصداق ولم يجعل على المرأة شيئا يقال نحلت الرجل إذا وهبت له هبة ونحلت المرأة وقال بعضهم معنى { نِحْلَةً } ديانة كما تقول فلان ينتحل كذا أي يدين به و { صَدُقَٰتِهِنَّ } جمع صدقة يقال هو صداق المرأة وصدقة المرأة.

{ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ } يعني الصداق { نَفْساً } يعني نفسها { فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً } قال قتادة يعني ما طابت به نفسها في غير كره فقد أحل الله لها أن تأكله قال محمد يقال هنأني الطعام ومرأني بغير ألف فإذا أفردوا مرأني قالوا أمرأني بالألف.

{ وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ } قال الكلبي يعني النساء والأولاد إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة أو ابنه سفيه مفسد فلا ينبغي له أن يسلط أيهما على ماله ل قال محمد والسفه في اللغة أصله الجهل.

{ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً } لمعايشكم وصلاحكم وتقرأ قياما قال محمد يقال هذا قوام أمرك وقيامه أي ما يقوم به أمرك ومن قرأ قيما فهو راجع إلى هذا أي جعلها الله قيم الأشياء فبها تقوم.

{ وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا } يعني من الأموال { وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } يعني العدة الحسنة.