الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } * { وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً } * { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }

{ وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } يعني واحفظوا الله { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } أي لا تعدلوا به غيره { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً } { وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } الذي له قرابة { وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } الأجنبي الذي ليست له قرابة { وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } يعني الرفيق في السفر في تفسير ابن جبير وقال غيره يعني المرأة قال محمد وقيل في الجار الجنب إنه الغريب والجنابة في اللغة البعد يقال رجل جنب غريب.

يحيى عن المعلى بن هلال عن محرر بن عبد الله عن عطاء الخراساني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجيران ثلاثة جار له حق وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فالجار المسلم ذو الرحم فله حق الإسلام وحق الرحم وحق الجوار وأما الذي له حقان فالجار المسلم له حق الإسلام وحق الجوار وأما الذي له حق واحد فالجار المشرك له حق الجوار ".

قوله { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } يعني الضيف.

يحيى عن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام وما سوى ذلك فهو صدقة ".

قوله { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ }.

يحيى عن عثمان عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر قوله عند موته: " الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض به لسانه ".

يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المملوك أخوك فإن عجز فجد معه من رضي مملوكه فليمسكه ومن كرهه فليبعه ولا تعذبوا خلق الله ".

قال محمد قوله { وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً } المعنى أوصاكم الله بعبادته وأوصاكم بالوالدين إحسانا وكذلك جميع ما ذكر الله في هذه الآية المعنى أحسنوا إلى هؤلاء كلهم قوله { نُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } قال محمد المختال يعني التياة الجهول.

{ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } قال الحسن هم اليهود منعوا حقوق الله في أموالهم وكتموا محمدا وهم يعلمون أنه رسول الله.

{ وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } قال بعضهم هم المنافقون { وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً } صاحبا { فَسَآءَ قِرِيناً } فبئس القرين قال محمد { فَسَآءَ قِرِيناً } منصوب على التفسير { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } يعني الزكاة الواجبة { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } أي عليما بأنهم مشركون قال محمد قوله { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ } المعنى أي شيء عليهم { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ } لا ينقص { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } أي وزن ذرة قال محمد يقال هذا على مثقال هذا أي على وزنه { وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ } ويعط من عنده قال محمد من قرأ { حَسَنَةً } بالرفع فالمعنى وإن تحدث حسنة.