الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } * { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ } يعني مرضا { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي دعاه بالإخلاص أن يكشف عنه { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ } اي عافاه من ذلك المرض { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } هو كقوله:مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } [يونس: 12].

قال محمد كل شيء أعطيته فقد خولته ومن هذا قول زهير:
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا   وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
ويقال فلان يخول أهله إذا رعى غنمهم أو ما أشبه ذلك.

{ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً } يعني الأوثان الند في اللغة العدل { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي يتبعه على ذلك غيره { قُلْ } يا محمد للمشرك { تَمَتَّعْ } في الدنيا { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي أن بقاءك في الدنيا قليل { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ }.

{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } يعني مصل { آنَآءَ ٱلَّيلِ } يعني ساعات الليل { سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ } أي يخاف عذابها { وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } يعني الجنة يقول { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ... } إلى آخر الآية كالذي جعل لله أندادا فعبد الأوثان دوني ليس مثله.

قال محمد أصل القنوت الطاعة وقرأ نافع أمن بالتخفيف.

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي هل يستوي هذا المؤمن الذي يعلم أنه ملاق ربه وهذا المشرك الذي جعل لله الأنداد أي أنهما لا يستويان { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } إنما يقبل التذكرة { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أصحاب العقول وهم المؤمنون.

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } آمنوا { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ } أي في الآخرة وهي الجنة { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } هو كقوله:يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } [العنكبوت: 56] في الأرض التي أمركم أن تهاجروا إليها يعني المدينة { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ } يعني الذين صبروا على طاعة الله { أَجْرَهُمْ } الجنة { بِغَيْرِ حِسَابٍ } يقول لا حساب عليهم في الجنة كقوله:يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر: 40].