{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ } يعني مرضا { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي دعاه بالإخلاص أن يكشف عنه { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ } اي عافاه من ذلك المرض { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } هو كقوله:{ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } [يونس: 12]. قال محمد كل شيء أعطيته فقد خولته ومن هذا قول زهير:
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا
وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
ويقال فلان يخول أهله إذا رعى غنمهم أو ما أشبه ذلك. { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً } يعني الأوثان الند في اللغة العدل { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي يتبعه على ذلك غيره { قُلْ } يا محمد للمشرك { تَمَتَّعْ } في الدنيا { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي أن بقاءك في الدنيا قليل { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ }. { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } يعني مصل { آنَآءَ ٱلَّيلِ } يعني ساعات الليل { سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ } أي يخاف عذابها { وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } يعني الجنة يقول { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ... } إلى آخر الآية كالذي جعل لله أندادا فعبد الأوثان دوني ليس مثله. قال محمد أصل القنوت الطاعة وقرأ نافع أمن بالتخفيف. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي هل يستوي هذا المؤمن الذي يعلم أنه ملاق ربه وهذا المشرك الذي جعل لله الأنداد أي أنهما لا يستويان { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } إنما يقبل التذكرة { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أصحاب العقول وهم المؤمنون. { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } آمنوا { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ } أي في الآخرة وهي الجنة { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } هو كقوله:{ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } [العنكبوت: 56] في الأرض التي أمركم أن تهاجروا إليها يعني المدينة { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ } يعني الذين صبروا على طاعة الله { أَجْرَهُمْ } الجنة { بِغَيْرِ حِسَابٍ } يقول لا حساب عليهم في الجنة كقوله:{ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر: 40].