الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } والصور قرن ينفخ فيه صاحب الصور { فَصَعِقَ } أي فمات { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } وهذه النفخة الأولى { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } تفسير الحسن استثنى طوائف من أهل السماء يموتون بين النفختين.

قال يحيى وبلغني أن آخر من يبقى منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يموت جبريل وميكائيل وإسرافيل ثم يقول الله لملك الموت مت فيموت.

{ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ } وهذه النفخة الآخرة { فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } وبين النفختين أربعون سنة { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } الذي كتبته الملائكة عليهم { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ } الذين بعثوا إليهم { وَٱلشُّهَدَآءِ } يعني الملائكة الحفظة { وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.

قال يحيى بلغنا أنهم يقومون مقدار ثلاثمائة سنة قبل أن يفصل بينهم.

{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } أما المشركون فليس يعطون في الآخرة بأعمالهم الحسنة شيئا قد جوزوا بها في الدنيا وأما المؤمنون فيوفون حسناتهم في الآخرة وأما سيئاتهم فإنه يحاسب العبد بالحسنات والسيئات فإن فضلت حسناته سيئاته بحسنة واحدة ضاعفها الله له وهو قوله:إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا } [النساء: 40] وإن استوت حسناته وسيئاته فهو من أصحاب الأعراف يصير إلى الجنة وإن زادت سيئاته على حسناته فهو في مشيئة الله.