الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ }

{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } بالشرك { لاَ تَقْنَطُواْ... } تيأسوا الآية تفسير الحسن قال لما نزل في قاتل المؤمن والزاني وغير ذلك ما نزل خاف قوم أن يؤاخذوا بما عملوا في الجاهلية فقالوا أينا لم يفعل فأنزل الله { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } بالشرك { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } التي كانت في الشرك { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } وأنزل والذين لا يدعون مع الله إلها آخر أي بعد إسلامهم ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق أي بعد إسلامهم ولا يزنون أي بعد إسلامهم إلى قوله إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا الآية وقد مضى تفسيرها { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ } يقوله للمشركين أقبلوا إلى ربكم بالإخلاص له { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ } وهو أن يأخذوا بما أمرهم الله به وينتهوا عما نهاهم الله عنه { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً } فجأة { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ }.

{ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ } أي في أمر الله { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } أي كنت أسخر في الدنيا بالنبي والمؤمنين.

قال محمد: { أَن تَقُولَ نَفْسٌ } معناه خوف أن تقول نفس إذا صارت إلى حال الندامة والاختيار في القراءة (يا حسرتا).