الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }

{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } أي: وسع { فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } أي ذلك النور في قلبه { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } الآية أي أن الذي شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ليس كالقاسي قلبه الذي هو في ضلال مبين عن الهدى يعني المشرك وهذا على الاستفهام يقول هل يستويان أي أنهما لا يستويان.

{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } يعني القرآن { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } يعني يشبه بعضه بعضا في نوره وصدقه وعدله { مَّثَانِيَ } يعني ثنى الله فيه القصص عن الجنة في هذه السورة وثنى ذكرها في سورة أخرى وذكر النار في هذه ل السورة ثم ذكرها في غيرها من السور هذا تفسير الحسن.

قال محمد: { مَّثَانِيَ } نعت قوله كتابا ولم ينصرف لأنه جمع ليس على مثال الواحد.

{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } إذا ذكروا وعيد الله فيه { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } إذا ذكروا أعمالهم الصالحة لانت قلوبهم وجلودهم إلى وعد الله الذي وعدهم.

قال محمد وقيل المعنى إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين لله ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ذكرت آيات الرحمة.

{ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي شدته أول ما تصيب منه النار إذا ألقي فيها وجهه لأنه يكب على وجهه خير أمن يأتي آمنا أي أنهما لا يستويان { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ } المشركين { ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } أي جزاء ما كنتم تعملون { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني من قبل قومك يا محمد.

{ فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } جاءهم فجأة { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ } من عذاب الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } لعلموا أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا.