{ وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ } يعني الشياطين { أَن يَعْبُدُوهَا } وذلك أن الذين يعبدون الأوثان إنما يعبدون الشياطين لأنهم هم دعوهم إلى عبادتها { وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } أقبلوا مخلصين إليه { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } يعني الجنة { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } اي بشرهم بالجنة والقول كتاب الله واتباعهم لأحسنه أن يعملوا بما أمرهم الله به فيه وينتهوا عما نهاهم الله عنه فيه. { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ } أي سبقت عليه { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } أي تهدي من وجب عليه العذاب اي لا تهديه { لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ }. قال محمد قيل المعنى لهم منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها { وَعْدَ ٱللَّهِ } الذي وعد المؤمنين يعني الجنة. قال محمد القراءة { وَعْدَ ٱللَّهِ } بالنصب بمعنى وعدهم الله وعدا. { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ } والينابيع العيون { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } كقوله:{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } [الكهف: 45]. قال محمد قوله { ثُمَّ يَهِـيجُ } أي يجف يقال للنبت إذا تم جفافه قد هاج النبت يهيج وهاجت الأرض إذا ذوى ما فيها من الخضر والحطام ما تفتت وتكسر من النبت وغيره. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } العقول وهم المؤمنون يتذكرون فيعلمون أن ما في الدنيا ذاهب.