الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ } * { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } * { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }

{ وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ } يعني الشياطين { أَن يَعْبُدُوهَا } وذلك أن الذين يعبدون الأوثان إنما يعبدون الشياطين لأنهم هم دعوهم إلى عبادتها { وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } أقبلوا مخلصين إليه { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } يعني الجنة { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } اي بشرهم بالجنة والقول كتاب الله واتباعهم لأحسنه أن يعملوا بما أمرهم الله به فيه وينتهوا عما نهاهم الله عنه فيه.

{ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ } أي سبقت عليه { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } أي تهدي من وجب عليه العذاب اي لا تهديه { لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ }.

قال محمد قيل المعنى لهم منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها { وَعْدَ ٱللَّهِ } الذي وعد المؤمنين يعني الجنة.

قال محمد القراءة { وَعْدَ ٱللَّهِ } بالنصب بمعنى وعدهم الله وعدا.

{ فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ } والينابيع العيون { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } كقوله:وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } [الكهف: 45].

قال محمد قوله { ثُمَّ يَهِـيجُ } أي يجف يقال للنبت إذا تم جفافه قد هاج النبت يهيج وهاجت الأرض إذا ذوى ما فيها من الخضر والحطام ما تفتت وتكسر من النبت وغيره.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } العقول وهم المؤمنون يتذكرون فيعلمون أن ما في الدنيا ذاهب.