الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } * { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } * { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } * { رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } * { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } * { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

{ وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً } لما دخلوا النار لم يروهم معهم فيها فقالوا { وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } في الدنيا { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً } فأخطأنا { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } أي أم هم فيها ولا نراهم هذا تفسير مجاهد قال علموا بعد أنهم ليسوا معهم فيها.

قال محمد تقرأ سخريا بضم السين وكسرها بمعنى واحد من الهزء.

وقد قيل من ضم أوله جعله من السخرة ومن كسر جعله من الهزء.

وقرأ نافع { أَتَّخَذْنَاهُمْ } بألف الاستفهام قال الله { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } يعني قول بعضهم لبعض في الآية الأولى { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ } من النار { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره.

{ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } لمن آمن.

{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } يعني القرآن { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } يعني المشركين { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } يعني الملائكة { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } تفسير الحسن اختصموا في خلق آدم قالوا فيما بينهم ما الله خالق خلقا هو أكرم عليه منا.

قوله { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } كقوله:إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد: 7] النبي المنذر والله الهادي.