الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } * { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } * { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } * { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } * { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } * { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } * { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } * { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } * { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }

قال الله { لِمِثْلِ هَـٰذَا } يعني ما وصف فيه أهل الجنة { فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } ثم قال { أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم } أي أنه خير نزلا { إنا جعلناها فتنة للظالمين } للمشركين.

قال قتادة لما نزلت هذه الآية جاء أبو جهل بتمر وزبد وقال تزقموا فما نعلم الزقوم إلا هذا فأنزل الله { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ }.

قال يحيى بلغني أنها في الباب السادس وأنها تجيء بلهب النار كما تجيء الشجرة ببرد الماء فلا بد لأهل النار من أن ينحدروا إليها أعني من كان فوقها فيأكلوا منها.

قوله { طَلْعُهَا } يعني ثمرتها { كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } يقبحها بذلك قال محمد الشيء إذا استقبح يقال كأنه وجه شيطان وكأنه رأس شيطان والشيطان لا يرى ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء لو نظر إليه وهذا كقول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي   وسمر القنا حولي كأنياب أغوال
ولم ير الغول ولا نابها.

{ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } أي لمزاجا من حميم وهو الماء الذي لا يستطاع من حره قال محمد الشوب المصدر و الشوب الإسم المعنى إن لهم على أكلها لخلطا ومزاجا من حميم.

{ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } يسرعون قال محمد يقال هرع الرجل وأهرع إذا استحث وأسرع { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ } في الذين قبلهم { مُّنذِرِينَ } يعني الرسل { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار.