الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } * { قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ } * { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ } * { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } * { فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } * { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ } * { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } * { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } * { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } * { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ } * { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } * { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ }

{ ٱحْشُرُواْ } أي سوقوا { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { وَأَزْوَاجَهُمْ } قال الحسن يعني الشياطين الذين دعوا إلى عبادة الأوثان قال محمد تقول العرب زوجت إبلي إذا قرنت واحدا بآخر.

{ فَٱهْدُوهُمْ } أي ادعوهم { إِلَىٰ صِرَاطِ } طريق { ٱلْجَحِيمِ } والجحيم اسم من أسماء جهنم { وَقِفُوهُمْ } أي احبسوهم وهذا قبل أن يدخلوا النار { إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } عن لا إله إلا الله قال محمد يقال وقفت الدابة وقفا ووقوفا ومن هذا المعنى قوله { وَقِفُوهُمْ } ويقال أوقفت الرجل على الأمر إيقافا.

{ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } يقال لهم ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا قال الله { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } أي استسلموا { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يعني الكفار والشياطين { قَالُوۤاْ } قال الكفار للشياطين { نَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } قال مجاهد أي من قبل الدين فصددتمونا عنه { قَالُواْ } يعني الشياطين للمشركين من الإنس { بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }.

{ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } نقهركم به على الشرك { بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ } أي ضالين { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ } الشياطين تقول هذا قال الله { فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } يقرن كل واحد منهم هو وشيطانه في سلسلة واحدة { وَيَقُولُونَ } يعني المشركين إذا دعاهم النبي إلى الإيمان { أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } يعنون النبي صلى الله عليه وسلم أي لا نفعل قال الله { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } قبله { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } استثنى المؤمنين { وْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } الجنة.

{ عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض تفسير بعضهم وهذا في الزيارة إذا تزاوروا { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ } وهي الخمر قال محمد الكأس اسم يقع لكل إناء مع شرابه.

{ مِّن مَّعِينٍ } والمعين الجاري الظاهر { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي إذا شربوها لا يسكرون فتذهب عقولهم قال محمد يقال الخمر غول للحلم والحرب غول للنفوس أي تذهب بها وذكر أبو عبيد أن قراءة نافع ينزفون بفتح الزاي في هذه وفي التي هي الواقعة قال محمد ويقال للسكران نزيف ومنزوف.

ومن قرأ { يُنزَفُونَ } بكسر الزاي فهو من أنزف القوم إذا حان منهم النزف وهو السكر كما يقال أحصد الزرع إذا حان حصاده وأقطف الكرم إذا حان قطافه.

قوله { قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } يعني الأزواج قصرن طرفهن على أزواجهن لا يردن غيرهم { عِينٌ } عظام العيون الواحدة منهن عيناء.

{ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } تفسير بعضهم يعني بالبيض اللؤلؤ كقولهوَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ } [الواقعة: 22-23] مكنون في أصدافه.

{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يعني أهل الجنة.