الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } * { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } * { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } * { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ } * { وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ } * { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } يريد هكذا تحكمون تجعلون لأنفسكم البنين وتجعلون لله البنات { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يريد تتعظون { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } حجة بينة.

{ فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ } الذي فيه حجتكم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن الملائكة بنات الله أي ليس لكم بذلك حجة { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } تفسير بعضهم يقول قال مشركو العرب إنه صاهر إلى الجن والجن صنف من الملائكة فكانت له منهم بنات { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } يريد لمعذبهم على هذا أي مدخلون في النار { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } ينزه نفسه { عَمَّا يَصِفُونَ } عما يقولون من الكذب { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } وهذا من مقاديم الكلام ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين سبحان الله عما يصفون { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } يريد الموحدين يريد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن مثلهم.

{ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ... } الآية يقول { فَإِنَّكُمْ } يعني المشركين { وَمَا تَعْبُدُونَ } يعني ما عبدوا يريد فإنكم وآلهتكم التي تعبدون من دون الله { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } على ما تعبدون { بِفَاتِنِينَ } يريد ما تقدرون لا أنتم ولا من تعبدون أن تضلوا أحدا من عبادي إلا من كان في سابق علمي وقضائي وقدرتي { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } يريد أنه قد كان في سابق علمي أنه يصلى الجحيم.

قال محمد القراءة في صال الجحيم بكسر اللام على معنى صالي بالياء والياء محذوفة في المصحف.

{ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } يريد منذ خلقوا إلى النفخة الأولى يسبحون الله ويهللونه ويحمدونه ويسجدون له لا يعرفون من يداني عبادتهم وقالت الملائكة { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } أي إلا له مكان يعبد الله فيه هذا قول الملائكة أي ينزهون الله حيث جعلوا بينه وبين الجنة نسبا { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } في التسبيح والتهليل والتكبير { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ } يريد أصحاب التسبيح { وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ } يعني وإن كان أهل مكة ليقولون قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } يريد قرآنا من لدن إبراهيم وإسماعيل أي كتابا مثل كتاب موسى وعيسى { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } المؤمنين يريد التوحيد قال الله { فَكَفَرُواْ بِهِ } بالقرآن يريد بما جاء محمد صلى الله عليه وسلم { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } تهديداً.

قال محمد ذكر قطرب أن بعض القراء قرأ مخلصين كل ما في القرآن بكسر اللام قال وقرأ بعضهم كل ما في القرآن { مُخْلِصِينَ }إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } [مريم: 51] كل ذلك بالفتح إلامُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } [الأعراف: 29] حيث وقع فإنه مكسور.