{ فَلَمَّا أَسْلَمَا } يريد إبراهيم وإسماعيل يريد أسلم إبراهيم طوعا لله تبارك وتعالى أن يذبح ابنه وبكره وواحده وكذلك هو في التوراة جادلني بكره وواحده وأسلم إسماعيل نفسه لله أي استسلما لأمر الله رضي إبراهيم بذبح ابنه ورضي ابنه بأن يذبحه أبوه { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } أي أضجعه ليذبحه وأخذ الشفرة وعليه قميص أبيض قال يا أبت إني ليس لي ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخلعه حتى تكفنني فيه { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } يريد أضجعه على جنبه إلى الأرض. { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } قال يحيى ناداه به الملك من عند الله { أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } بوحي من الله عز وجل { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } يريد هكذا نجزي الموحدين إن هذا لهو البلاء المبين يريد الذي ابتليتك به عظيم أن تذبح لي بكرك وواحدك يعني النعمة البينة عليك من الله إذ لم تذبح ابنك. قال محمد وناديناه ذكر بعض العلماء أنه جواب { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } والواو زائدة والله أعلم. قال { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } يريد الكبش الذي تقرب به هابيل ابن آدم إلى الله فتقبله وكان في الجنة يرعى حتى فدى الله جل ذكره إسماعيل. قال مجاهد أي متقبل قال ابن عباس فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن فذبحه قال يحيى وابنه الذي أراد ذبحه قال الحسن هو إسحاق. { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ } أبقينا عليه { فِي ٱلآخِرِينَ } الثناء الحسن يريد الذكر الحسن لإكرامه لإسماعيل ألا يذكر من بعده إلا بخير إلى يوم القيامة وذلك أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال في سورة باخع واجعل لي لسان صدق في الآخرين يقول لا أذكر في جميع الأمم من بعدي إلا بذكر حسن. { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } في العالمين { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } يريد الموحدين { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } يريد المصدقين الموحدين { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } يريد من صالح الأنبياء { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ } يريد على إبراهيم وإسحاق { وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا } يريد ذرية إبراهيم وإسحاق { مُحْسِنٌ } يريد موحدا يعني مؤمن { وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } مشرك { مُبِينٌ } بين الشرك.