الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } * { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } * { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

{ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ } أي لأقعدناهم على أرجلهم { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } أي إذا فعلنا ذلك بهم لم يستطيعوا أن يتقدموا ولا يتأخروا { وَمَن نُّعَمِّرْهُ } أي إلى أرذل العمر { نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ } فيكون بمنزلة الصبي الذي لا يعقل { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } يعني المشركين أي فالذي خلقكم ثم جعلكم شبابا ثم جعلكم شيوخا ثم نكسكم في الخلق فردكم بمنزلة الطفل الذي لا يعقل شيئا قادر على أن يبعثكم يوم القيامة { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أن يكون شاعرا ولا يروي الشعر هذا لقولهم في النبي أنه شاعر.

قال قتادة وقالت عائشة " لم يتكلم رسول الله ببيت شعر قط غير أنه أراد مرة أن يتمثل ببيت شعر فلم يقمه " وقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

صلى الله عليه وسلم قاتل الله طرفة حيث يقول:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً   ويأتيك من لم تزود بالأخبار
قيل له إنه قال:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود   
فقال: " سواء ".

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } تفسير بعضهم إن هو إلا تفكر في ذات الله { وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } بين { لِّيُنذِرَ } يا محمد { مَن كَانَ حَيّاً } أي مؤمنا هو الذي يقبل نذارتك { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } الغضب { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }.