الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } * { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } * { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } * { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ }

{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ } يعني في الآخرة { فِي شُغُلٍ } قال قتادة في افتضاض العذارى { فَاكِهُونَ } أي مسرورون في تفسير الحسن { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } يعني السرر في الحجال يحيى عن خالد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الجنة يدخلونها كلهم نساؤهم ورجالهم من عند آخرهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة، على طول آدم؛ طوله ستون ذراعاً - الله أعلم بأي ذراع - جرداً مرداً مكحلين يأكلون ويشربون؛ ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، والنساء عرباً أتراباً لا يحضن، ولا يلدن ولا يمتخطن ولا يبلن ولا يقضين حاجة ".

{ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } أي يشتهون قال يكون في فم أحدهم الطعام فيخطر على باله آخر فيتحول ذلك الطعام في فيه يأكل من ناحية البسرة بسرا ثم يأكل من الناحية الأخرى عنبا إلى عشرة ألوان وما شاء الله من ذلك وتصف الطير بين يديه فإذا اشتهى الطائر منها اضطرب ثم صار بين يديه نضيجا بعضه شواء وبعضه قديدا وكل ما اشتهت أنفسهم وجدوه.

{ سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } يأتي الملك من عند الله إلى أحدهم فلا يدخل عليه حتى يستأذن عليه يطلب الإذن من البواب الأول فيذكره للبواب الثاني ثم كذلك حتى ينتهي إلى البواب الذي يليه فيقول البواب له ملك على الباب يستأذن فيقول ائذن له فيدخل بثلاثة أشياء بالسلام من الله والتحية وبأن الله عنه راض قال محمد قوله { سَلاَمٌ قَوْلاً } منصوب على معنى لهم سلام يقوله الله قولا.

{ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون أي تميزوا عن أهل الجنة إلى النار قال محمد المعنى انقطعوا عن المؤمنين يقال مزت الشيء عن الشيء إذا عزلته عنه فانماز وامتاز وميزته فتميز.